Monday, December 30, 2019

قراءة فى كتاب " لهذا أنا مسيحى " - الراهب سارافيم البراموسى (1)


++ لهذا أنا مسيحى ++






أتوقع انك كشخص مسيحى سؤلت هذا السؤال وهو لماذا انت مسيحى ومؤمن بكل عقائد المسيحية انها صحيحة ولا تريد أن تتركها ؟؟ ...
أنت كشخص سؤلت من أحد أو حتى سألت نفسك فانك غالبا ما تجيب أحد هؤلاء الاجابات الثلاث وهم:-
أنا مسيحى لانى ولدت مسيحى من أبوين مسيحيين
أو ان المسيح اسسها من الاف السنين ولم تندثر
وان اعداد المسحيين حول العالم كثير وهذا يدل انها صحيحة
فى الواقع هذه الاجابات لا تدل على صحة معتقدك مطلقا او حتى تبرر اختيارك للمسيحية كدين وحياة ، فأنت حتى الأن لم تعرف المسيحية فى ثوبها الحقيقى .. فالظلمة الحقيقية افضل من النور الزائف....
وسننطلق معا لنعرف لماذا نحن مسيحيون ونتمسك بمسيحتنا....


أصل المسحية وكل المسيحية هو الحب وتعليم الحب (فأنا مسيحى لأنى رأيت حب الله على الصليب )
"آية (يو 15: 13): لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. "
فإن نظرنا إلى الصليب سنرى كم من الحب أعطاه المسيح لنا .. فكم ضحى المسيح حتى خلص الانسان من طبيعته الفاسدة وأصبح له الحياة الأبدية ...فهو علمنى الحب المسيحى انه هو البذل وانه غير مشروط ولايعرف الانا ومصحوب دائما بالاتضاع ...... أفبعد هذا الحب أنا لاأحبه أو لا أكون معه؟؟ ...
"آية (يو 3: 16): لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. "


إن نظرت  إلى السماء ورأيتها بديعة من ظهرها الذى تراه فكم بالحرى يكون الوجه (فأنا مسيحى لأنى أعلم ما يعده الله لى فى الحياة الجديدة)
"آية (1 كو 2: 9): بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: }مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. {"
فالله ذاته إذ يهيئ لك مكانا فى الحياة الجديدة فهل هناك معتقد به كل هذا الاهتمام الالهى بالانسان؟؟!!... ولكن الملكوت فى المسيحية ليس شيئيا ولكنه فى شخص المسيح .. فإن كان الملكوت سيمحنا ما حرمنا منه من الشهوات فإننا أسرى للشهوة وأين تكون الحرية إن كانت سماؤنا هكذا... المسيحى فى حياته لا يطلب إلا ملكوت المسيح فأن نفعَل مسيحيتنا فى العالم هو تحقيق لملكوت الله على الارض .. فإن من لايتذوق او يختبر لحظات الصلاة والتسبيح التى تعانق فيها الروح الانسانية الرب يسوع وتشعر بحالة من التسامى وانسكاب النور على الذهن والقلب بل قد يراها مملة بالنسبة له .. وكم منا لم يختبروا هذه الحياة وهذه اللحظات التى تكون فى حضرة الله ...
فكل الطريق إلى السماء هو سماءٌ"كاترينا السينائية"
قد تكون تعلم الكثير عن الطقوس والعقيدة المسيحية ولكن هذا فعلا يكفى لكونك مسيحى .. فالمعرفة وحدها لا تصير الانسان مسيحيا بل (أنا مسيحى لأنى تلامست مع حضور الله فى حياتى)
إن معاينة الله وتذوق حضوره هو بتعبير آخر التمتع بإشراقة وجهه الالهى على نفس الانسان الداخلية ....
قد نادى داوود فى مزمور له

"آية (مز 4: 6): كَثِيرُونَ يَقُولُونَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟ ». ارْفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا رَبُّ."


بينما فى وضع آخر يقول :

"آية (مز 13: 1): إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟"

وهو عدم الشعور بالحضور الالهى
  فالشعور بالحضور الإلهى منير للنفس الإنسانية فإنه يملأ الانسان بالشبع والسرور ... فالسؤال هنا كيف نشعر بالحضور الالهى فى حياتنا ... فبدون التمسك ببر المسيح والحفاظ على الوصايا والعيش بمقتضى الانجيل واعتناق الحب الباذل كعقيدة حياتية متجددة كل يوم فالحضور الالهى لا يمكن أن يعاين ولا أن يختبر ... ومن تلامس مع حضور الله صار له إيمان ترتعد أمامه قوات الجحيم ولا تقوى عليه ...
ولكن هناك سؤال مهم .... كيف أختبر الحضور الإلهى
بالقطع أن المسيحية ليست عبارة عن خطوات ممنهجة لاداء بعض المماراسات كوسيلة لجلب النعمه والتمتع بحضور الله .. إلا أن هناك بعض العلامات لضبط العلاقة على الطريق الصحيح  .. منها:
1-            أن يعود الرب يسوع هو المركز لحياتك
2-            أن يكون لك حديث معه بشكل يومى (صلاة المزامير مثلا)
3-            قراءة الكتاب المقدس حتى يكون لك فكر المسيح وليس فكر تعتقد انه فكر المسيح
4-            الانضمام لجماعة يكون هدفها الملكوت
5-            نشر الحب من خلال أعمال الرحمة والغفران للكل
6-            مراقبة حالتك الداخلية
7-            التناول "الافخارستيا"
8-            الاعتراف المستمر

هذه حقا من الاسباب التى تجعلنى مسيحيا وغيرها التى تجعلنى ارى فى المسيحية هى اسمى الطرق للوصول الى الله  ..... يكمل



Sunday, December 29, 2019

قراءة فى كتاب المسيح فى رسائل القديس أثناسيوس (1)... المركز الأرثوذكسى للدراسات الأبائية





مقدمة:-
قراءة فى كتاب المسيح فى رسائل القديس أثناسيوس (1)
نص الرسائل إلى سيرابيون وأدولوفيوس وأبكتيتوس... المركز الأرثوذكسى للدراسات الأبائية
المترجم : الاستاذ صموئيل كامل و الدكتور نصحي عبد الشهيد
مراجعة: الدكتور وليم سليمان قلادة و دكتور جورج حبيب بباوي
عدد الصفحات: 46
الرسائل تحتوي على شرح لحقيقة التجسد الالهي و دفاع القديس اثناسيوس عن الوهية السيد المسيح ,و علاقة انسانية المسيح بلاهوته

1- الرسالة إلى الأسقف سيرابيون
=
مقدمة
الاسقف سيرابيون هو أسقف تيميس (شمال الدلتا)
=
النص
-
إن كان المصدر (المنبع)والنور ، والآب هو الله فليس من العدل أن يُقال إن المصدر (الينبوع).. بلا ماء ولا أن يكون النور بلا إشراق ولا الله بغير كلمة حتى لا يكون الله غير حكيم أو غير ناطق أو بغير نور..  
-وهكذا إذا برهنا على هذه الأشياء ، فإنه من عدم التقوى أن نقول أن الابن مخلوق ، لأنه فى تلك الحالة سيكون هناك اضطرارا للقول بأن الينبوع المتدفق من الله مخلوق.
 
- صفة ضابط الكل هى صفة من صفات الله فقط و لكن المسيح كان يتحكم فى الطبيعة ويضبطها مثل معجزة تهدئة العاصفة.

- وأيضا فإن الأشياء التى وجدت ، لم تكن موجودة ثم بعد ذلك وجدت لأنه صنع الأرض من العدم وهو "الذى يدعوالأشياء غير الكائنة كأنها كائنة" (رة 4: 17)
من صفات الله هى الخلق

- يستخدم القديس أثناسيوس مفهوم التأله ليثبت لاهوت المسيح فيقول "وهكذا ظل كل واحد من المخلوقات موجودا ، فحتى إذ دعيت آلهة فهى ليست بالطبيعة ، بل عن طريق اشتراكها فى الأبن. لأنه هكذا قال أيضا " إن كان قد قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله (يو 10: 35)"..وعلى هذا الأساس فلكونهم ليسوا آلهة بالطبيعة ، فإنهم عندما يلتقون يسمعونه قائلا " انا قلت انكم آلهة وبنوالعلى كلكم ، ولكنكم كأناس تموتون" (مز 81: 6، 7 )
 
- نحن نعترف بألوهية المسيح و إنسانيته
فألوهيته لأنه من جوهر الآب وله صفات الأله وهى خالق وضابط الكل
ولكونه كان إنسان كاملا أيضا فيوحنا قال " والكلمة صار جسدا وحل فينا" 
والمسيح قال عن نفسه " لماذا تطلبون أن تقتلونى وأنا (الأنسان) الذى كلمكم بالحق"
ويقول القديس أثناسيوس فى ذلك " وهكذا لأننا نعرف انه صار إنسانا ، فإننا لاننكر الأحوال المتعلقة بإنسانيته ألا وهى الجوع والعطش والضرب والبكاء وفى النهاية قبول الموت على الصليب لأن كل هذه الأشياء قد كتبت عنه " الرسالة إلى سيرابيون -8"

 وشابه البشر أيضا فى عدم المعرفة كما يقول الأنجيل بحسب القديس مرقس الأنجيلى "مر 13: 32"..
ويقول القديس أثناسيوس فى ذلك " من أجل هذا أيضا ، فإنه إذ صار إنسانا فقد أظهر جهل البشر فى نفسه ، أولا لكى يظهر أن له جسدا بشريا حقا ، وثانيا لكى - عندما يكون له فى جسده جهل البشر - يقدم للآب جنسا بشريا مفتدى من بين الجميع وظاهرا وكاملا ومقدسا " الرسالة إلى سيرابيون - 9
يكمل ....


Saturday, December 28, 2019

قراءة فى كتاب دواء الخلود للراهب سارافيم البراموسى الافخارستيا عند القديس إغناطيوس الأنطاكى







من هو القديس اغناطيوس الأنطاكى
الميلاد: ٣٠- ٣٥ م (سوريا)
اللقب: حامل الاله
الأسقفية: الثانى على الكرسى الأنطاكى
كتاباته: سبعة رسائل
الاستشهاد: ١٠٧ م (روما)
التذكار: ٧ أبيب
=========
-
الافخارستيا عند الأباء كانت شهادة إسخاطولوجية بالدرجة الأولى، تضرم شوقهم للأبدية وللقيا المخلص بعيدا عن عالم الموت والفناء ، وتدفعهم للكرازة والتعليم والشهادة فى ترقب للعناق الأبدى الذى فى الثالوث..
- الأفخارستيا عند القديس إغناطيوس الأنطاكى لم تكن فقط كشفا اسخاطولوجيا ولكنها كانت سر الوحدة التى تجتذب شعب الله ، فى المسيح ، للترائى أمام الآب.
- فالافخارستيا هى كشف النقاب عن سر المسيح ، بالتذوق والتفاعل والتلامس حتى يصير السر كشفا للقلب ينهضه ويحييه.
- لا وحدة مع الآب بدون المسيح ( يو ١٧: ٢٣)
* الافخارستيا هى وحدة مع الرب
"
فرحت منذ علمت أن محبتكم قد صارت راسخة بالكلية فى الله ، مترجيا لها (الكنيسة) نعمة الأتحاد بجسد المسيح يسوع وروحه ، الذى هو حياتنا للأبدية .. ، إذا هل من شئ يفوق الوحدة بيسوع والأب ؟ ، إذ بهما نتحمل إساءات وإهانات رئيس هذا الدهر ، هاربين منه وظافرين بالله"
رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل مغنيسية-١
- فالسكنى المتبادلة بين الآب وشعبه ، فى الابن ، كانت أحد أهداف العمل الخلاصى للمسيح.
- هذه السكنى المتبادلة تتحقق من خلال قدرة الأنسان على إطاعة الروح بالخروج من الذات ودائرتها ومدارها الضيق ليستطلعوأفاقا جديدة فى الحياة ، مكللا بالحب والبذل كمباظئ حياتية غير قابلة للتفاوض
- عمل الروح فى الكنيسة ، إنه خلق روابط من الحب الالهى بين قلوب الجماعة والمسيحية ، وهو ما أسماه القديس إغناطيوس الانطاكى ب ( اتفاق المحبة أو سيمفونية المحبة)
" من المفيد أن تكونوا فى وحدة لا تشوبها شائبة حتى تكونوا فى شركة دائمة مع الله" رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل أفسس - ٤
" الله هو الذى وعدنا بالوحدة ، التى هى ذاته (الاتحاد بذاته)
رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل تراليان- ١١
- فالشركة هى وحدة بين الأعضاء تحمل نغمتى التوافق والتمايز معا ، لحساب ملكوت الله...
- تجلى المسيح فى الكنيسة مبنى على الحضور الافخاريستى ، أى حضور الله فى المادة المخلوقة ، كدليل على وجوده معنا على الدوام حسب وعده الالهى، وكامتداد لسر التجسد وفاعليته فى حياتنا اليومية ، وحيثما المسيح حاضر ، والاعين منفتحة بالإيمان فى الذبيحة المقدمة على المذبح ، فالوحدة ممكنة فقط لمن يسير على رجاء الابدية منجذبا بحب جارف من الثالوث..
"لذلك بتناسقكم وبإتفاق المحبة ، بيسوع المسيح ، يرتفع المديح والتمجيد ، ليدخل كل واحد منكم فى هذا الجوق، لكى تتوحد نغماتكم ، فتأخذون طابعا إلهيا وترتلون بصوت واحد بيسوع المسيح ، المدائح للآب الذى سيسمعكم ويرفعكم من أعمالكم الصالحة ، أنتم أعضاء فى ابنه." رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل أفسس- ٤
- الكنيسة لا تملك القدرة على التوحد فى الفكر و فى الصلاة بدون المسيح . لذا ينبغى عليها أن تتطلع لوجه يسوع على الدوام ، بل وتركض إلى المسيح الافخارستى القائم على المذبح وهو داعيا الجميع ليقبلوا ويحيوا.
- الكنيسة كجماعة لا تترجى سوى المسيح ، لذا فعندما تعاينه قائما فى المذبح تجد ضالتها المنشودة فتركض إليه لتعانقه بصلواتها وطلباتها لتطرح أمامه فكرها ليوحده ، وسعيها ليباركه ، وجراحها ليضمدها، وحيرتها ليرشدها ، ومخاوفها ليزيلها .. إن الكنيسة تطرح كل صراعها مع قوى الشر على المذبح وتترجى من المسيح النصرة..
-"اركضوا all run together إلى هيكل الله الواحد ، إلى المذبح الواحد ، إلى يسوع المسيح الوحيد " رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل مغنيسية - ٧
- كل عطايا الثالوث للكنيسة هى من أجل خلاصها، ومن أجل الشهادة فى وسط عالم غارق فى سبات المادية والزمنية.
" فإذ كنتم جميعكم تجتمعون كواحد . متشددين بنعمته ، وبالإيمان الواحد بيسوع المسيح ، تكسرون الخبزة الواحدة التى هى دواء الخلود وترياق عدم الموت وتؤمن لنا الحياة الدائمة فى المسيح" رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل أفسس- ٢٠
- لفظة كسر الخبز وهذا الطقس يوجد من أيام اليهود ويعرف باسم طقس الحبوروت اليهودى ، وهذا الطقس الذى فعله المسيح ليلة آلامه .. ولكن كسر الخبز فى المسيحية وكتعبير القديس إغناطيوس الأنطاكى هو دواء وترياق يتحدى الموت ويستحضر الابدية وملكوت الله وهم لم يكن متناقلا فى الإرث اليهودى عن هذا الطقس ، فالافخارستيا فى المسيحية(كسر الخبز) ، ليس ككسر الخبز فى اليهودية ، فهى ليست ذكرى مجردة ولا طقسا يهوديا صرفا
- الأفخارستيا هى علاج للخطاة ليساعدهم للثبوت فى المسيح
" إنى أريد خبز الله الذى هو جسد يسوع المسيح ... إنى أريد شرابى دمه ، الذى هو المحبة غير البالية" رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل رومية-٧
" من كان بعيدا عن المذبح فهو يحرم نفسه من خبز الله" رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل أفسس- ٥


مراجعة كتاب " الأصول الأرثوذكسية الآبائية لكتابات الأب متى المسكين.. الكتاب الأول :- تجسد ابن الله، العذراء والكنيسة"

كتاب صغير جدا يتكون من 58 صفحة تشرح جمل للأب متى المسكين كانت محل اعتراض في حينها ولكن الرد في هذا الكتاب كان من الليتورجية والآباء بشكل رائ...