Friday, January 22, 2021

اللغة القبطية بين الروحانية المندثرة والهوية المزعومة.....

 بمناسبة الكلام عن اللغة القبطية واستخدامها فى الصلاة من عدمه فاسمحولى أقدم رأيى فى السطور الجاية دى...





مبدأيا لازم نفهم إن اللغة القبطية هى تراث مصرى ناتج عن تطور اللغة الهيروغليفية "المصرية القديمة"
فهى لو هتعبر عن هوية هتكون هوية مصرية مش كنسية خالص

طب ايه هى هوية وتراث الكنيسة؟!
من وجهة نظرى إن هوية الكنيسة من اسمها مسيحية يعنى هويتها المسيح والاقتداء بخطاه..
وتراث الكنيسة هو لاهوتها وعقيدتها اللى صيغت فى الالحان والصلوات الليتورجية وسبب كتابتها باللغة القبطية هى إن الشعب كان بيتكلمها فى وقت كتابتها...
فبالنسبالى استخدام اللغة القبطية هو أكبر شئ هينهى هوية الكنيسة اللى هى المسيح لعدم وجود علاقة حقيقية معه فى الصلوات.. وتراث الكنيسة اللى هو لاهوتها لعدم فهم ووعى الشعب للمعانى بالرغم من عمقها...فهو يبقى صفرا على اليسار مهما بلغت قوة الكلمات المكتوبة فى لحظة عدم فهمها
فالصلاة باللغة العربية يهيئ بشكل كبير جدا لاستعادة الوعى الروحى واللاهوتى للكنيسة جسد المسيح الكلمة المتجسد، واستخدام اللغة القبطية يهيئ بشكل كبير جدا إلى ضعف الحياة الليتورجية والروحية للكنيسة جسد المسيح الكلمة المتجسد...
ولنا ما حدث فى الكنيسة الغربية خير مثال أيام القديس جيروم فالتعنت والإصرار على استخدام اللغة اللاتينية أدى لجعل الطقوس مجرد حركات فارغة لاحول لها ولا قوة وأدى هذا لضعف الحياة الروحية خلال القرنين السادس والسابع...





ودا اللى عبر عنه فيلم the two popes - اللى بنصح جدا بمشاهدته- وهو عبارة عن حوار بين البابا بندكت السادس عشر والكاردينال خورخى " البابا فرنسيس فيما بعد"...
"أمضينا أخر سنوات نحاكم كل شخص لا يتفق معنا في الطلاق أو تحديد النسل أو المثلية، بينما كان يتم تدمير كوكبنا، وعدم المساواة تنتشر كالسرطان..
كنا قلقين ما إن كان من الصواب أن نعقد القداس بالاتينية، وهل يجب السماح للفتيات بخدمة المذبح أم لا!
بنينا جدرانًا حولنا، وطوال الوقت، طوال الوقت كان الخطر الحقيقيّ كان في الداخل في وسطنا.. "
The Two Popes, the Movie.








طب ايه الحل ؟ هل نقضى على اللغة القبطية نهائيا؟؟!
أكيد مش دا الحل لكن -من وجهة نظرى- يجب اقتصارها على المعاهد والمدارس الليتورجية واللاهوتية اما فى الصلاة فيجب استخدام أكثر لغة يتقنها الشعب لعلنا نصل إلى الوعى الروحى واللاهوتى الذى نتمناه...
أما الاصرار على استخدام اللغة القبطية فى الصلوات بحجة الحفاظ على التراث فالكنيسة ليست متحفا او محمية اكاديمية لحفظ التراث فالكنيسة هى جسد المسيح الكلمة المتجسد التى يجب ان تكون فى صلة دائمة مع رأسها المسيح...
فهذا ماهو إلا عنصرية وطائفية بل يمكن ان أقول إنها فريسية جديدة ....

No comments:

Post a Comment

مراجعة كتاب " الأصول الأرثوذكسية الآبائية لكتابات الأب متى المسكين.. الكتاب الأول :- تجسد ابن الله، العذراء والكنيسة"

كتاب صغير جدا يتكون من 58 صفحة تشرح جمل للأب متى المسكين كانت محل اعتراض في حينها ولكن الرد في هذا الكتاب كان من الليتورجية والآباء بشكل رائ...