Friday, January 22, 2021

اللغة القبطية بين الروحانية المندثرة والهوية المزعومة.....

 بمناسبة الكلام عن اللغة القبطية واستخدامها فى الصلاة من عدمه فاسمحولى أقدم رأيى فى السطور الجاية دى...





مبدأيا لازم نفهم إن اللغة القبطية هى تراث مصرى ناتج عن تطور اللغة الهيروغليفية "المصرية القديمة"
فهى لو هتعبر عن هوية هتكون هوية مصرية مش كنسية خالص

طب ايه هى هوية وتراث الكنيسة؟!
من وجهة نظرى إن هوية الكنيسة من اسمها مسيحية يعنى هويتها المسيح والاقتداء بخطاه..
وتراث الكنيسة هو لاهوتها وعقيدتها اللى صيغت فى الالحان والصلوات الليتورجية وسبب كتابتها باللغة القبطية هى إن الشعب كان بيتكلمها فى وقت كتابتها...
فبالنسبالى استخدام اللغة القبطية هو أكبر شئ هينهى هوية الكنيسة اللى هى المسيح لعدم وجود علاقة حقيقية معه فى الصلوات.. وتراث الكنيسة اللى هو لاهوتها لعدم فهم ووعى الشعب للمعانى بالرغم من عمقها...فهو يبقى صفرا على اليسار مهما بلغت قوة الكلمات المكتوبة فى لحظة عدم فهمها
فالصلاة باللغة العربية يهيئ بشكل كبير جدا لاستعادة الوعى الروحى واللاهوتى للكنيسة جسد المسيح الكلمة المتجسد، واستخدام اللغة القبطية يهيئ بشكل كبير جدا إلى ضعف الحياة الليتورجية والروحية للكنيسة جسد المسيح الكلمة المتجسد...
ولنا ما حدث فى الكنيسة الغربية خير مثال أيام القديس جيروم فالتعنت والإصرار على استخدام اللغة اللاتينية أدى لجعل الطقوس مجرد حركات فارغة لاحول لها ولا قوة وأدى هذا لضعف الحياة الروحية خلال القرنين السادس والسابع...





ودا اللى عبر عنه فيلم the two popes - اللى بنصح جدا بمشاهدته- وهو عبارة عن حوار بين البابا بندكت السادس عشر والكاردينال خورخى " البابا فرنسيس فيما بعد"...
"أمضينا أخر سنوات نحاكم كل شخص لا يتفق معنا في الطلاق أو تحديد النسل أو المثلية، بينما كان يتم تدمير كوكبنا، وعدم المساواة تنتشر كالسرطان..
كنا قلقين ما إن كان من الصواب أن نعقد القداس بالاتينية، وهل يجب السماح للفتيات بخدمة المذبح أم لا!
بنينا جدرانًا حولنا، وطوال الوقت، طوال الوقت كان الخطر الحقيقيّ كان في الداخل في وسطنا.. "
The Two Popes, the Movie.








طب ايه الحل ؟ هل نقضى على اللغة القبطية نهائيا؟؟!
أكيد مش دا الحل لكن -من وجهة نظرى- يجب اقتصارها على المعاهد والمدارس الليتورجية واللاهوتية اما فى الصلاة فيجب استخدام أكثر لغة يتقنها الشعب لعلنا نصل إلى الوعى الروحى واللاهوتى الذى نتمناه...
أما الاصرار على استخدام اللغة القبطية فى الصلوات بحجة الحفاظ على التراث فالكنيسة ليست متحفا او محمية اكاديمية لحفظ التراث فالكنيسة هى جسد المسيح الكلمة المتجسد التى يجب ان تكون فى صلة دائمة مع رأسها المسيح...
فهذا ماهو إلا عنصرية وطائفية بل يمكن ان أقول إنها فريسية جديدة ....

Thursday, January 2, 2020

سر التجسد " تجسد الإله و تأله الإنسان"







-      الخلق والسقوط:-
-      فى بداية التكلم عن التجسد لأبد من التكلم منذ بداية الخلق فلماذا خلق الله الانسان وعلى أى صورة خلقه؟
بداية خلق الله الانسان من العدم وأعطاه نعم شتى فخلقه على صورته ففى سفر التكوين يخبرنا الوحى الالهى " وقال الله لنعمل الانسان على صورتنا كشبهنا ( تكوين 1 – 26 )
ويعلق القديس باسيليوس الكبير على هذه الاية فى العظة الاولى عن خلقة الانسان فيقول:
" بواسطة خلقتنا نحن نملك الصورة وبواسطة اختيارنا الحر نكتسب الشبه فى تركيبنا الاول خلقنا على صورة الله وبالاختيار الحر نتماثل مع ما هو حسب شبه الله وهذا هو ما يختص بالاختيار الحر ، القدرة الكامنة فينا


وكان سبب الخلق الاساسى لسبب صلاح الله لا لسبب قدرة الانسان فيقول القديس أثناسيوس :
" الله صالح بل بالأحرى هو مصدر الصلاح ، والصالح لا يمكن أن يبخل بأى شئ وهو لا يحسد أحدا على الوجود ، ولذلك خلق كل الاشياء من العدم بكلمته يسوع المسيح ربنا" .. تجسد الكلمة 3 – 3
وفى كتابه ضد الوثنيين 41- 2 يقول:
" فلو فحصنا طبيعة المخلوقات نجد أنها – كما هو معروف- قد خلقت من العدم ولهذا فهى هشة وضعيفة وفانية فى حد ذاتها . على أن الله إله الكل طيب وكلى الصلاح بطبيعته ولهذا فهو محب للبشر والصالح لا يمكن أن يحسد أحدا على الوجود. بل تمنى أن يوجد الجميع حتى تظهر فيهم محبته للبشر"

وأراد الله من البشر أن يختاروا الحياة فى شركة معه لا ليطلب لنفسه شيئا ولكن لمحبته للبشر حتى انه فى اختيار الشبه تركه للانسان ليأخذ الانسان كل تعظيم ويكون موضع الإعجاب فيقول القديس باسيليوس:
" وفى إعطائنا القدرة كى نكون حسب شبه الله سمح لنا أن نكون الصناع الماهرين لشبه الله، حتى تصير جعالة هذا العمل من نصيبنا. وهكذا ما كنا لنصير مثل الصور المرسومة بيد رسام مثل الاشياء التى لا حياة فيها ، خشية أن يجلب شبهنا لله المديح لآخر . لأنه عندما ترى الصورة مطابقة تماما للنموذج الاصلى فأنت لا تمدح الصورة ، ولكن تعجب بالرسام. هكذا إذن. من أجل أن أكون أنا موضوع الاعجاب وليس أحد آخر . ترك لى الله أن اكون بحسب شبه الله"



-      ولأنه راى عدم قدرة الانسان أن يبقى دائما على الحالة التى خلق فيها ، اعطاه نعمة إضافية، فلم يكتف بخلق البشر مثل باقى الكائنات غير العاقلة على الارض، بل خلقهم على صورته ، وأعطاهم شركة فى قوة كلمته حتى يستطيعوا وبطريقة ما ولهم بعض من ظل الكلمة وقد صاروا عقلاء، ن يبقوا فى سعادة ويحيوا الحياة الحقيقية حياة القديسين فى الفردوس... تجسد الكلمة3 - 3

ولكثرة محبته للبشر  أعطاهم الوصية ، لانه يعلم انهم يمكن أن يميلوا فأمنهم بالوصية.فيقول القديس ثناسيوس الرسولى :
" ولكن لعلمه أيضا أن إرادة البشر يمكن أن تميل إلى أحد الاتجاهين (الخير أو الشر) . سبق فأمن النعمة المعطاه لهم بوصية ومكان ، فأدخلهم فى فردوسه وأعطاهم وصية حتى إذا حفظوا النعمة واستمروا صالحين فإنهم سيعيشوا فى الفردوس بغير حزن ولا ألم ولا هم. تجسد الكمة 3- 4"



ولكنهم تعدوا الوصية فتعديهم للوصية أعادهم إلى حالتهم الطبيعية حتى انهم كما وجدوا من العدم هكذا أيضا بالضرورة يلحقهم الفناء بمرور الزمن.وبسبب كثرة تعدى البشر ساد الموت والفساد عليهم . وكانت الخليقة آخذة فى التلاشى والرجوع إلى العدم ولكن هذا كان مستحيلا ان تزول خلقة الله على الارض وكان ؟أيضا من غير اللائق أن يعيش الانسان فى عدم فساد بعد الخطية لان هذا عكس ما تكلم به الله فكيف يتعدى الوصية ولا يفسد الأنسان ويموت . فاحتاج البشر إلى مخلص يحول الفاسد إلى عدم فساد و أن يكون صورة الآب لان البشر منذ البدء خلقوا من العدم على صورة الله وأن يكون فيه الحياة ليجعل المائت غير مائت..

فتطلب هذا الوضع إلى تجسد الكلمة لأنه هو الحياة المضادة للموت وهو الصورة التى خلق عليها البشر (ظل الكلمة)
فلم يكن ممكنا أن يحول الفاسد إلى عدم فساد إلا المخلص نفسه، الذى خلق كل شئ من العدم ولم يكن ممكنا أن يعيد خلق البشر ليكونوا على صورة الله إلا الذى هو صورة الآب ولم يكن ممكنا أن يجعل الانسان المائت غير مائت إلا ربنا يسوع المسيح الذى هو الحياة ذاتها..

فكان لا يمكن أن يعالج هذا الفساد و وصول الانسان إلى غاية خلقته دون اتحاد كلمة الله بالبشرية واتخاذه جسدا.
فاتخذ كلمة الله جسدا واتحد به لتبدا الخطة العلاجية لخلاص البشرية كلها...

ولم يكن سبب اتحاد الله بالبشرية لأجل الخلاص والشفاء من الفساد والموت  ، ولكن أراد الله أن يقتنى البشر الحياة داخلهم فالقديس أثناسيوس الرسولى فى كتابه ضد الأريوسين يقول:
" فلو كان الله قال كلمة واحدة – بحسب قدرته – وأبطل بها اللعنة. لظهرت حقا قدرة ذاك الذى أعطى الامر ، ولكن الانسان كان سيظل كما كان حقا قبل المعصية نائلا النعمة من الخارج دون أن يقتنيها متحدة بالجسد، فهكذا كان أدم لما وضع فى الفردوس، وبل ربما صارت حالته أسوا لأنه تعلم أن يعصى، فلو كان فى هذه الحالة و أغوى مرة أخرى بواسطة الحية لصارت الحاجة مرة أخرى إلى أن يأمر الله ويبطل اللعنة ، وهكذا تستمر الحاجة إلى ما لا نهاية، ولظل البشر تحت الذنب مستعبدين للخطية ، يخطئون على الدوام ويحتاجون على الدوام لمن يعفو عنهم ولما تحرروا بدا ، بل لبقوا جسديين ، كما كانوا مذلولين تحت الناموس بسبب ضعف الجسد"



فكان المسيح هو آدم الثانى لنا فكان هو الجذر الذى رجعت به البشرية متحدة بالله.
يقول القديس كيرلس الكبير:
" فنحن ترابيون بسبب آدم الذى من التراب ، وقد دخل فينا ناموس الخطية الموجود فى أعضائنا ، لكننا صرنا سماويين لأننا أخذنا نعمة بواسطة المسيح لانه إله من إله ومن السماء نزل إلى خاصتنا بطريقة غير مألوفة وغريبة ، أى بولادته جسديا بواسطة الروح القدس، وبذلك نظل مقدسين وغير مائتين مثله ، هابطة النعمة علينا من بداية ثانية وجذر ثان." المسيح واحد – القديس كيرلس الكبير

وباتخاذ ابن الله الوحيد جسدا حقيقيا أعطانا نحن نعمة البنوة لله ، وكما يعبر الأباء بانه بانسانيته جعلنا نحن آلهة..
يقول القديس أثناسيوس
" لأن كلمة الله صار إنسانا لكى يؤلهنا نحن ، واظهر نفسه فى الجسد لكى نحصل نحن على معرفة الآب غير المنظور".. تجسد الكلمة 54- 3
فالمسيح هو بمثابة أخ بكر لنا كما يقول القديس بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية " لأن الذين سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين" رومية 8 -29

فانجمعت الطبيعة البشرية كلها فى المسيح والانجماع الكى فى المسيح هو ان المسيح قد جمع البشرية كلها فى ذاته ، فهو اخذ طبيعتنا كلها
يقول القديس ايرينيئوس فى كتابه ضد الهرطقات
وقد جمع الكل فى ذاته القريبين والبعيدين" ضد الهرطقات 3: 5: 2

والقديس أثناسيوس يقول فى كتابه ضد الأريوسيين 1: 41 :
" وهو نفسه يقدسنا نحن جميعا فى ذاته"

والقديس كيرلس الكبير:
" وبالإجماع قد صرنا أقرباء لله الآب بالجسد الذى فى سر المسيح " .. تفسير يوحنا القديس كيرلس الكبير .. من كتاب قصد الدهور صــ73ـــــ
وبذلك وصلت الطبيعة البشرية إلى التأله – حسب تعبير الاأباء – فنحن ولدنا فى المسيح بميلاده الجسدى وحل هو فينا بمولده ففى إنجيل يوحنا – طبقا لقطمارس يوم 29 كيهك فى إنجيل باكر يقول " والكلمة صار جسدا وحل فينا "

ولوعى الكنيسة القبطية بأن مولد المسيح هو مولدنا نحن نجد مزمور القداس هو آيات من المزمور الثانى :

الرب قال لي أنت أبنى، وأنا اليوم ولدتك، سلني فأعطيك الأمم ميراثك، وسلطانك إلى أقطار الأرض. هلليلويا "
فأنا اليوم ولدتك أى انه صار مولودا من امرأة لنصير نحن أبناء الله فولدنا الله فى المسيح وأرجعنا إلى حضنه مرة أخرى متحدين به
وبذلك بارك المسيح طبيعتنا الفاسدة وجعلها مقدسة كما نقول فى القداس الغريغورى " وباركت طبيعتى فيك"

الله أحبنا .. أحبنا إلى المنتهى ، حتى أنه أخلى ذاته ليعطينا نحن المجد وكما نقول فى تسبحة نصف الليل " أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له " .. فأخذ جهلنا ليعطينا معرفة الآب و أخذ الخوف ليجعلنا لا نخاف الموت ، جعل من طبيعتنا الطبيعة التى اقتيدت إلى التأله.
ولكن كيف نستفيد روحيا من التجسد والتأله:-
نعمة المسيح الذى أخذناها فى التجسد جعلتنا آلهة ولكن يجب أن نسير متشبهين بالله " فالمسيحية هى التشبه بالله بقدر ما يتسنى للطبيعة البشرية".. القديس باسيليوس الكبير.
والتأله هو دعوة الله لنا أنا نحيا الحياة بأقصى معنى لها...
وكيف نعيش التأله إذا؟ّ! يقول القديس غريغوريوس النيسى:
" أن النفس التى قبلت  المعرفة -معرفة الله- وقد غمرها نور الحقيقة ، أقتيدت إلى التأله وإلى الخلاص من الفساد" .. القصد 
الإلهى من خلق الانسان -  القديس غريغوريوس النيسى






المراجع والمصادر:-
+ تجسد الكلمة.. القديس أثناسيوس الرسولى – المركز الارثوذكسى للدراسات الابائية بالقاهرة – ترجمة د. جوزيف موريس فلتس
+ ضد الوثنيين.. القديس أثناسيوس الرسولى – المركز الارثوذكسى للدراسات الابائية بالقاهرة – ترجمة د. جوزيف موريس فلتس
+القصد الالهى من خلق الانسان.. القديس غريغوريوس النيسى - المركز الارثوذكسى للدراسات الابائية بالقاهرة – ترجمة د. سعيد حكيم يعقوب
+ المسيح واحد . القديس كيرلس الكبير .. د. جورج عوض إبراهيم
++خلقة الأنسان.. القديس باسيليوس الكبير – المركز الثقافى القبطى بالقاهرة – ترجمة القس.لوقا يوسف
+ قصد الدهور .. مركز باناريون للتراث الابائى بإذن من المؤلف .. التمهيد د. عماد موريس كمال
+ قصة الحب العجيب – أمجد بشارة .. دار رسالتنا للنشر
+ورثة مسيحك – أمجد بشارة .. دار رسالتنا للنشر


Monday, December 30, 2019

قراءة فى كتاب " لهذا أنا مسيحى " - الراهب سارافيم البراموسى (1)


++ لهذا أنا مسيحى ++






أتوقع انك كشخص مسيحى سؤلت هذا السؤال وهو لماذا انت مسيحى ومؤمن بكل عقائد المسيحية انها صحيحة ولا تريد أن تتركها ؟؟ ...
أنت كشخص سؤلت من أحد أو حتى سألت نفسك فانك غالبا ما تجيب أحد هؤلاء الاجابات الثلاث وهم:-
أنا مسيحى لانى ولدت مسيحى من أبوين مسيحيين
أو ان المسيح اسسها من الاف السنين ولم تندثر
وان اعداد المسحيين حول العالم كثير وهذا يدل انها صحيحة
فى الواقع هذه الاجابات لا تدل على صحة معتقدك مطلقا او حتى تبرر اختيارك للمسيحية كدين وحياة ، فأنت حتى الأن لم تعرف المسيحية فى ثوبها الحقيقى .. فالظلمة الحقيقية افضل من النور الزائف....
وسننطلق معا لنعرف لماذا نحن مسيحيون ونتمسك بمسيحتنا....


أصل المسحية وكل المسيحية هو الحب وتعليم الحب (فأنا مسيحى لأنى رأيت حب الله على الصليب )
"آية (يو 15: 13): لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. "
فإن نظرنا إلى الصليب سنرى كم من الحب أعطاه المسيح لنا .. فكم ضحى المسيح حتى خلص الانسان من طبيعته الفاسدة وأصبح له الحياة الأبدية ...فهو علمنى الحب المسيحى انه هو البذل وانه غير مشروط ولايعرف الانا ومصحوب دائما بالاتضاع ...... أفبعد هذا الحب أنا لاأحبه أو لا أكون معه؟؟ ...
"آية (يو 3: 16): لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. "


إن نظرت  إلى السماء ورأيتها بديعة من ظهرها الذى تراه فكم بالحرى يكون الوجه (فأنا مسيحى لأنى أعلم ما يعده الله لى فى الحياة الجديدة)
"آية (1 كو 2: 9): بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: }مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. {"
فالله ذاته إذ يهيئ لك مكانا فى الحياة الجديدة فهل هناك معتقد به كل هذا الاهتمام الالهى بالانسان؟؟!!... ولكن الملكوت فى المسيحية ليس شيئيا ولكنه فى شخص المسيح .. فإن كان الملكوت سيمحنا ما حرمنا منه من الشهوات فإننا أسرى للشهوة وأين تكون الحرية إن كانت سماؤنا هكذا... المسيحى فى حياته لا يطلب إلا ملكوت المسيح فأن نفعَل مسيحيتنا فى العالم هو تحقيق لملكوت الله على الارض .. فإن من لايتذوق او يختبر لحظات الصلاة والتسبيح التى تعانق فيها الروح الانسانية الرب يسوع وتشعر بحالة من التسامى وانسكاب النور على الذهن والقلب بل قد يراها مملة بالنسبة له .. وكم منا لم يختبروا هذه الحياة وهذه اللحظات التى تكون فى حضرة الله ...
فكل الطريق إلى السماء هو سماءٌ"كاترينا السينائية"
قد تكون تعلم الكثير عن الطقوس والعقيدة المسيحية ولكن هذا فعلا يكفى لكونك مسيحى .. فالمعرفة وحدها لا تصير الانسان مسيحيا بل (أنا مسيحى لأنى تلامست مع حضور الله فى حياتى)
إن معاينة الله وتذوق حضوره هو بتعبير آخر التمتع بإشراقة وجهه الالهى على نفس الانسان الداخلية ....
قد نادى داوود فى مزمور له

"آية (مز 4: 6): كَثِيرُونَ يَقُولُونَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟ ». ارْفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا رَبُّ."


بينما فى وضع آخر يقول :

"آية (مز 13: 1): إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟"

وهو عدم الشعور بالحضور الالهى
  فالشعور بالحضور الإلهى منير للنفس الإنسانية فإنه يملأ الانسان بالشبع والسرور ... فالسؤال هنا كيف نشعر بالحضور الالهى فى حياتنا ... فبدون التمسك ببر المسيح والحفاظ على الوصايا والعيش بمقتضى الانجيل واعتناق الحب الباذل كعقيدة حياتية متجددة كل يوم فالحضور الالهى لا يمكن أن يعاين ولا أن يختبر ... ومن تلامس مع حضور الله صار له إيمان ترتعد أمامه قوات الجحيم ولا تقوى عليه ...
ولكن هناك سؤال مهم .... كيف أختبر الحضور الإلهى
بالقطع أن المسيحية ليست عبارة عن خطوات ممنهجة لاداء بعض المماراسات كوسيلة لجلب النعمه والتمتع بحضور الله .. إلا أن هناك بعض العلامات لضبط العلاقة على الطريق الصحيح  .. منها:
1-            أن يعود الرب يسوع هو المركز لحياتك
2-            أن يكون لك حديث معه بشكل يومى (صلاة المزامير مثلا)
3-            قراءة الكتاب المقدس حتى يكون لك فكر المسيح وليس فكر تعتقد انه فكر المسيح
4-            الانضمام لجماعة يكون هدفها الملكوت
5-            نشر الحب من خلال أعمال الرحمة والغفران للكل
6-            مراقبة حالتك الداخلية
7-            التناول "الافخارستيا"
8-            الاعتراف المستمر

هذه حقا من الاسباب التى تجعلنى مسيحيا وغيرها التى تجعلنى ارى فى المسيحية هى اسمى الطرق للوصول الى الله  ..... يكمل



Sunday, December 29, 2019

قراءة فى كتاب المسيح فى رسائل القديس أثناسيوس (1)... المركز الأرثوذكسى للدراسات الأبائية





مقدمة:-
قراءة فى كتاب المسيح فى رسائل القديس أثناسيوس (1)
نص الرسائل إلى سيرابيون وأدولوفيوس وأبكتيتوس... المركز الأرثوذكسى للدراسات الأبائية
المترجم : الاستاذ صموئيل كامل و الدكتور نصحي عبد الشهيد
مراجعة: الدكتور وليم سليمان قلادة و دكتور جورج حبيب بباوي
عدد الصفحات: 46
الرسائل تحتوي على شرح لحقيقة التجسد الالهي و دفاع القديس اثناسيوس عن الوهية السيد المسيح ,و علاقة انسانية المسيح بلاهوته

1- الرسالة إلى الأسقف سيرابيون
=
مقدمة
الاسقف سيرابيون هو أسقف تيميس (شمال الدلتا)
=
النص
-
إن كان المصدر (المنبع)والنور ، والآب هو الله فليس من العدل أن يُقال إن المصدر (الينبوع).. بلا ماء ولا أن يكون النور بلا إشراق ولا الله بغير كلمة حتى لا يكون الله غير حكيم أو غير ناطق أو بغير نور..  
-وهكذا إذا برهنا على هذه الأشياء ، فإنه من عدم التقوى أن نقول أن الابن مخلوق ، لأنه فى تلك الحالة سيكون هناك اضطرارا للقول بأن الينبوع المتدفق من الله مخلوق.
 
- صفة ضابط الكل هى صفة من صفات الله فقط و لكن المسيح كان يتحكم فى الطبيعة ويضبطها مثل معجزة تهدئة العاصفة.

- وأيضا فإن الأشياء التى وجدت ، لم تكن موجودة ثم بعد ذلك وجدت لأنه صنع الأرض من العدم وهو "الذى يدعوالأشياء غير الكائنة كأنها كائنة" (رة 4: 17)
من صفات الله هى الخلق

- يستخدم القديس أثناسيوس مفهوم التأله ليثبت لاهوت المسيح فيقول "وهكذا ظل كل واحد من المخلوقات موجودا ، فحتى إذ دعيت آلهة فهى ليست بالطبيعة ، بل عن طريق اشتراكها فى الأبن. لأنه هكذا قال أيضا " إن كان قد قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله (يو 10: 35)"..وعلى هذا الأساس فلكونهم ليسوا آلهة بالطبيعة ، فإنهم عندما يلتقون يسمعونه قائلا " انا قلت انكم آلهة وبنوالعلى كلكم ، ولكنكم كأناس تموتون" (مز 81: 6، 7 )
 
- نحن نعترف بألوهية المسيح و إنسانيته
فألوهيته لأنه من جوهر الآب وله صفات الأله وهى خالق وضابط الكل
ولكونه كان إنسان كاملا أيضا فيوحنا قال " والكلمة صار جسدا وحل فينا" 
والمسيح قال عن نفسه " لماذا تطلبون أن تقتلونى وأنا (الأنسان) الذى كلمكم بالحق"
ويقول القديس أثناسيوس فى ذلك " وهكذا لأننا نعرف انه صار إنسانا ، فإننا لاننكر الأحوال المتعلقة بإنسانيته ألا وهى الجوع والعطش والضرب والبكاء وفى النهاية قبول الموت على الصليب لأن كل هذه الأشياء قد كتبت عنه " الرسالة إلى سيرابيون -8"

 وشابه البشر أيضا فى عدم المعرفة كما يقول الأنجيل بحسب القديس مرقس الأنجيلى "مر 13: 32"..
ويقول القديس أثناسيوس فى ذلك " من أجل هذا أيضا ، فإنه إذ صار إنسانا فقد أظهر جهل البشر فى نفسه ، أولا لكى يظهر أن له جسدا بشريا حقا ، وثانيا لكى - عندما يكون له فى جسده جهل البشر - يقدم للآب جنسا بشريا مفتدى من بين الجميع وظاهرا وكاملا ومقدسا " الرسالة إلى سيرابيون - 9
يكمل ....


Saturday, December 28, 2019

قراءة فى كتاب دواء الخلود للراهب سارافيم البراموسى الافخارستيا عند القديس إغناطيوس الأنطاكى







من هو القديس اغناطيوس الأنطاكى
الميلاد: ٣٠- ٣٥ م (سوريا)
اللقب: حامل الاله
الأسقفية: الثانى على الكرسى الأنطاكى
كتاباته: سبعة رسائل
الاستشهاد: ١٠٧ م (روما)
التذكار: ٧ أبيب
=========
-
الافخارستيا عند الأباء كانت شهادة إسخاطولوجية بالدرجة الأولى، تضرم شوقهم للأبدية وللقيا المخلص بعيدا عن عالم الموت والفناء ، وتدفعهم للكرازة والتعليم والشهادة فى ترقب للعناق الأبدى الذى فى الثالوث..
- الأفخارستيا عند القديس إغناطيوس الأنطاكى لم تكن فقط كشفا اسخاطولوجيا ولكنها كانت سر الوحدة التى تجتذب شعب الله ، فى المسيح ، للترائى أمام الآب.
- فالافخارستيا هى كشف النقاب عن سر المسيح ، بالتذوق والتفاعل والتلامس حتى يصير السر كشفا للقلب ينهضه ويحييه.
- لا وحدة مع الآب بدون المسيح ( يو ١٧: ٢٣)
* الافخارستيا هى وحدة مع الرب
"
فرحت منذ علمت أن محبتكم قد صارت راسخة بالكلية فى الله ، مترجيا لها (الكنيسة) نعمة الأتحاد بجسد المسيح يسوع وروحه ، الذى هو حياتنا للأبدية .. ، إذا هل من شئ يفوق الوحدة بيسوع والأب ؟ ، إذ بهما نتحمل إساءات وإهانات رئيس هذا الدهر ، هاربين منه وظافرين بالله"
رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل مغنيسية-١
- فالسكنى المتبادلة بين الآب وشعبه ، فى الابن ، كانت أحد أهداف العمل الخلاصى للمسيح.
- هذه السكنى المتبادلة تتحقق من خلال قدرة الأنسان على إطاعة الروح بالخروج من الذات ودائرتها ومدارها الضيق ليستطلعوأفاقا جديدة فى الحياة ، مكللا بالحب والبذل كمباظئ حياتية غير قابلة للتفاوض
- عمل الروح فى الكنيسة ، إنه خلق روابط من الحب الالهى بين قلوب الجماعة والمسيحية ، وهو ما أسماه القديس إغناطيوس الانطاكى ب ( اتفاق المحبة أو سيمفونية المحبة)
" من المفيد أن تكونوا فى وحدة لا تشوبها شائبة حتى تكونوا فى شركة دائمة مع الله" رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل أفسس - ٤
" الله هو الذى وعدنا بالوحدة ، التى هى ذاته (الاتحاد بذاته)
رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل تراليان- ١١
- فالشركة هى وحدة بين الأعضاء تحمل نغمتى التوافق والتمايز معا ، لحساب ملكوت الله...
- تجلى المسيح فى الكنيسة مبنى على الحضور الافخاريستى ، أى حضور الله فى المادة المخلوقة ، كدليل على وجوده معنا على الدوام حسب وعده الالهى، وكامتداد لسر التجسد وفاعليته فى حياتنا اليومية ، وحيثما المسيح حاضر ، والاعين منفتحة بالإيمان فى الذبيحة المقدمة على المذبح ، فالوحدة ممكنة فقط لمن يسير على رجاء الابدية منجذبا بحب جارف من الثالوث..
"لذلك بتناسقكم وبإتفاق المحبة ، بيسوع المسيح ، يرتفع المديح والتمجيد ، ليدخل كل واحد منكم فى هذا الجوق، لكى تتوحد نغماتكم ، فتأخذون طابعا إلهيا وترتلون بصوت واحد بيسوع المسيح ، المدائح للآب الذى سيسمعكم ويرفعكم من أعمالكم الصالحة ، أنتم أعضاء فى ابنه." رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل أفسس- ٤
- الكنيسة لا تملك القدرة على التوحد فى الفكر و فى الصلاة بدون المسيح . لذا ينبغى عليها أن تتطلع لوجه يسوع على الدوام ، بل وتركض إلى المسيح الافخارستى القائم على المذبح وهو داعيا الجميع ليقبلوا ويحيوا.
- الكنيسة كجماعة لا تترجى سوى المسيح ، لذا فعندما تعاينه قائما فى المذبح تجد ضالتها المنشودة فتركض إليه لتعانقه بصلواتها وطلباتها لتطرح أمامه فكرها ليوحده ، وسعيها ليباركه ، وجراحها ليضمدها، وحيرتها ليرشدها ، ومخاوفها ليزيلها .. إن الكنيسة تطرح كل صراعها مع قوى الشر على المذبح وتترجى من المسيح النصرة..
-"اركضوا all run together إلى هيكل الله الواحد ، إلى المذبح الواحد ، إلى يسوع المسيح الوحيد " رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل مغنيسية - ٧
- كل عطايا الثالوث للكنيسة هى من أجل خلاصها، ومن أجل الشهادة فى وسط عالم غارق فى سبات المادية والزمنية.
" فإذ كنتم جميعكم تجتمعون كواحد . متشددين بنعمته ، وبالإيمان الواحد بيسوع المسيح ، تكسرون الخبزة الواحدة التى هى دواء الخلود وترياق عدم الموت وتؤمن لنا الحياة الدائمة فى المسيح" رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل أفسس- ٢٠
- لفظة كسر الخبز وهذا الطقس يوجد من أيام اليهود ويعرف باسم طقس الحبوروت اليهودى ، وهذا الطقس الذى فعله المسيح ليلة آلامه .. ولكن كسر الخبز فى المسيحية وكتعبير القديس إغناطيوس الأنطاكى هو دواء وترياق يتحدى الموت ويستحضر الابدية وملكوت الله وهم لم يكن متناقلا فى الإرث اليهودى عن هذا الطقس ، فالافخارستيا فى المسيحية(كسر الخبز) ، ليس ككسر الخبز فى اليهودية ، فهى ليست ذكرى مجردة ولا طقسا يهوديا صرفا
- الأفخارستيا هى علاج للخطاة ليساعدهم للثبوت فى المسيح
" إنى أريد خبز الله الذى هو جسد يسوع المسيح ... إنى أريد شرابى دمه ، الذى هو المحبة غير البالية" رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل رومية-٧
" من كان بعيدا عن المذبح فهو يحرم نفسه من خبز الله" رسالة القديس إغناطيوس الأنطاكى إلى أهل أفسس- ٥


مراجعة كتاب " الأصول الأرثوذكسية الآبائية لكتابات الأب متى المسكين.. الكتاب الأول :- تجسد ابن الله، العذراء والكنيسة"

كتاب صغير جدا يتكون من 58 صفحة تشرح جمل للأب متى المسكين كانت محل اعتراض في حينها ولكن الرد في هذا الكتاب كان من الليتورجية والآباء بشكل رائ...